المتنبي
أبو الطيّب المتنبي
الكوفي المولد عاش مابين ( 303هـ -354هـ) و (915م – 965م) نسب إلى قبيلة كندة بالكوفة، وكان المتنبي
صاحب كبرياء وشجاعة وطموح ومحب للمغامرات، وكان في شعره يعتز بعروبته، ويفتخر
بنفسه، إذ بدأ نسج قصائده وعمره 9 سنوات ، إذ تميز شعره بالحكمة والأمثال البالغة
والمعاني المبتكرة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة، مما
أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة، إذ ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح،
يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري.
تزامنت فترة تألق
المتنبي الشعري مع بدء تفكك الدولة العباسيةوانفصال عدة دويلات إسلامية عنها نظرا لضعف
السلطة العباسية المركزية التي بقيت قوتها منحصرة في العاصمة بغداد لأن السلطة
انحصرت في أيدي الوزراء وقادة الجيش الإسلامي، لذلك استغل مجموعة من الزعماء هذا
الضعف واستقلوا بعدة دويلات إسلامية في مصر وبلاد الشام، والعراق كحركة القرامطةوهجماتهم على الدولة الإسلامية.
خلال فترة التصدع
السياسية للدولة الإسلامية، أصبح لكل إمارة شاعرها الخاص كوسيلة لتمجيد أميرها بشعره، في هذه الفترة
المضطربة كانت نشأة أبي الطيب المتنبي حتى
استقر به الأمر عند الإمارة الحمدانية.
كان أبو العشائر ابن عم سيف الدولة الحمدانية
بحلب السورية من أشد المعجبين بشعر المتنبي، لذلك أراده في مجلس ابن عمه سيف
الدولة الحمداني، فاقترح المتنبي كشاعر في مجلس ابن عمه، فوافق عليه، فوفد عليه بالمتنبي
الذي أصبح من شعراء بلاط سيف الدولة في في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من
أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم. غير أن المتنبي
حافظ على عادته في إفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحه،
فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة فجوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف
الدولة ينتظرون أقل خطأ من المتنبي للإيقاع به حتى يفقد ثقة الأمير خاصة وأن
المتنبي كان أكثر اندفاعاً وكبرياء، وغالبا ما كان يخصص حيزا كبيرا لمدح نفسه في
معظم قصائده، فكان هذا إحدى الأسباب المؤدية إلى تصدع العلاقة بينه وسيف الدولة
الحمداني حتى أنه في أحد مجالس الوزراء امتنع المتنبي عن مدح الأمير، وفي مواقف قليلة
كان المتنبي مضطرا لمدح آباء سيف الدولة الحمدانيفي عدد من قصائده.
في الأيام الأخيرة من مقام المتنبي في قصر سيف
الدولة الحمداني تصدعت العلاقة بين المتنبي والأمير ولم يعد الصراع خفيا، بل بدى
واضحا للجميع، وكانت كل تصرفات المتنبي الحسنة والسيئة تنقل إلى إلى الأمير،
فاتسعت المسافة بينهما، فلم يستطع أن
يحتمل، فعزم على مغادرته بلاط الدولة الحمدانية.
وفي بعده عن سيف الدولة الحمداني ظل يعاتبه بشعره فقال:
أنا الذي نظر الأعمــــى لأدبــــي وأسمعــــت كلمــاتي من به صنم
إذا رأيـــت أنـــياب
الليث بـــارزة فلا تظنن أن الليث يبتســـم
تجري الرياح بما لا
تشتهي السفن ما كل ما يتمناه المرء يدركه
وفي عودته إلى الكوفة ببغداد قتل المتنبي في الطريق من قبل جماعة يتزعمها فاتك
بن أبي جهل بتوصية من ضبة بن يزيد الذي أساء إليه المتنبي بشعره.
وللمزيد من المعلومات أدعوكم قرائي الأعزاء إلى مشاهدة الفيديو أسفله:
إرسال تعليق