مقدمة : عاش المغرب مرحلة أوج خلال عهدي المرابطين والموحدين، بعدها بدأ
التراجع والضعف مع بداية القرن13م. - فما هي أسباب ومظاهر هذا الضعف؟- وكيف واجهت
الدولة المرينية هذا التحول؟ وما هو الإشعاع الحضاري لدولة المرينيين؟
І – تراجعت الدولة الموحدية
بعد الهزيمة في معركة العقاب:
1 ـ تعددت مظاهر تفكك الدولة الموحدية: بعد هزيمة
الموحدين في معركة العقاب سنة 1212م تراجع نفوذهم بالأندلس، حيث بدأ المسيحيين بشبه
الجزيرة الإيبيرية، باسترجاع المدن الإسلامية (قرطبة، بلنسية مرسية، إسبيلية،
وقادس1262م، في حين انحصر النفوذ الإسلامي في مملكة غرناطة (بنو الأحمر)، كما شهد
شمال إفريقيا تفككا سياسيا، وذلك بظهور عدة دول على أنقاض دولة الموحدين(المرينيون
في المغرب الأقصى، وبنو عبد الواد في تلمسان، وبنو حفص في إفريقية).
2 ـ تعددت أسباب انهيار الدولة الموحدية: تراجعت حدود الإمبراطورية الموحدية، وكان
وراء هذا التراجع عدة أسباب وهي:
- عسكريا:
كانت هزيمة العقاب أول وهن يدخل على الموحدين سنة1212م.
- سياسيا:
الصراع الحاد بين الخلفاء الموحدين، وأشياخ الدولة.
- عقائديا:
تخلي الخلفاء الموحدون عن عقيدة محمد بن تومرت.
-
اقتصاديا واجتماعيا: انعدم الأمن
بالطرق التجارية وخربت الأراضي الزراعية وانتشر الفساد وارتفعت الأسعار.
ІІ – حاول المرينيون إعادة
توحيد الغرب الإسلامي على عدة جوانب:
1 ـ الدولة المرينية ومراحل تطورها: ينحدر المرينيون
من قبائل زناتة الأمازيغية، كانوا رحل يزاولون الرعي انطلقوا من شرق المغرب للاستقرار
في السهول الشمالية الغربية إلى أن سيطروا على عاصمة الموحدين مراكش سنة
1269 مستغلين تفكك السلطة المركزية. ودام حكم الدولة المرينية أكثر من قرنين
من الزمن (من 1244م إلى 1465م)، بحيث مرت الدولة من أطوار الانطلاق والتأسيس، ثم
طور القوة، والضعف.
2- الدولة المرينية ودورها في إعادة توحيد الغرب الإسلامي: بعد
توحيد المغرب الأقصى، اتجه المرينيون صوب المغرب الأوسط، فسيطروا على تلمسان سنة 1336،
ثم إفريقية سنة 1347م ، كما حاول المرينيون وضع الأندلس تحت حكم دولتهم بمساعدة
أمراء بني الأحمر في حروبهم ضد المسيحيين، كما عبر أبو يوسف يعقوب
بجيوشه عدة مرات دون جدوى وفي الأخير تم عقد صلح مع ملك قشتالة
سنة 1285م، إلا أنه بوفاته سيطر المسيحيون على جبل طارق و انقطع العبور
للأندلس.خاصة بعد هزيمة ابي الحسن في معركة طريف سنة 1340م.
3- شهدت الدولة المغربية إشعاعا حضاريا في عهد المرينيين:
- على المستوى العمراني: أضاف المرينيون نقلة نوعية على الحضارة التي تركتها الدول التي تعاقبت على حكم المغرب، حيث امتاز العصر المريني بتنوع المآثر العمرانية، حيث أضافوا بمدينة فاس عدة منشآت عمرانية كالمدينة البيضاء أو فاس الجديد 1276م كما برع المرينيون في بناء المدارس(البوعنانية، والعطارين بفاس). تميز الفن المعماري المريني بعدة خصائص فنية جميلة كالزليج والفسيفساء والنقش على الخشب والجبص...
- على المستوى الفكري: خلف المرينيون إرثا فكريا
هاما تجسد في عدة مفكرين يبقى أبرزهم العلامة عبد الرحمان ابن خلدون الذي اهتم
بعدة علوم كعلم التاريخ، حيث ركز على المبادئ العلمية في دراسته: كالاهتمام بأسباب
الأحداث، وانتقد الحفظ، وأوصى باعتماد أسلوب الحوار، ونبذ التعسف إزاء المتعلمين.
خاتمـة: رغم فشلها في توحيد الغرب الإسلامي كان
للدولة المرينية دورا مهما في تاريخ المغرب وذلك واضح من خلال الإسهامات الحضارية.
للمزيد من المعلومات المرجو مشاهدة شرح الدرس في الفيديو أسفله:
إرسال تعليق