U3F1ZWV6ZTUxNzM0ODM3NDYzNjM4X0ZyZWUzMjYzODgwOTAyODExNQ==

الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي ثانية باك


تمهيد إشكالي

عرف المشرق العربي تحت الحكم العثماني توغل الدول الاستعمارية قبل الحرب العالمية الأولى، وبعدها أصبح منقسما إلى عدة دويلات تسيطر عليها كل من فرنسا وبريطانيا، وخاضت شعوبها صراعات متواصلة ضد الاستعمار، مكنتها من نيل استقلالها.

  • فما هو السياق التاريخي لظهور الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي؟
  • وما هي الوضعية السياسية العامة للمشرق العربي خلال القرن 20م؟
  • وما هي التحولات السياسية والاقتصادية بالجزيرة العربية؟

السياق التاريخي لظهور الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي خلال النصف الأول من القرن20م:

- برز الوعي بضرورة التحرر من الاستبداد الاستعماري وتطورت فكرة القومية العربية نتيجة للتحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي عرفها المشرق العربي.

- حرضت بريطانيا العرب على القيام بالثورة ضد الأتراك، وتمكنت من استمالة شريف مكة "الحسين بن علي" أمير الحجاز، بعد مراسلات متعددة بينه وبين المندوب السامي البريطاني في مصر "مكماهون" ووعده بالاعتراف به كخليفة لدولة عربية مستقلة عن العثمانيين، فقام "الحسين بن علي" بالثورة سنة 1916م، واستقل عن الباب العالي، وقاد ابناه فيصل وعبد الله الجيش العربي بالشام بمساعدة الضابط الإنجليزي "لورانس" قصد مواجهة العثمانيين،

- منحت بريطانيا وعدا ل"عبد العزيز آل سعود" حاكم إقليم نجد بالاعتراف به حاكما مستقلا إذا ساعدها في الحرب ضد العثمانيين.

- بنهاية الحرب العالمية الأولى وبانهزام العثمانيين تحولت وعود الاستقلال إلى استعمار إنجليزي لفلسطين والعراق، بالإضافة إلى عدن والإمارات والمناطق الخليجية ومصر، واستعمار فرنسي لسوريا ولبنان، بعد اتفاق الدولتين (فرنسا وبريطانيا) في مؤتمر "سان ريمو" سنة 1920م، والذي توجته عصبة الأمم في 1922م تحت فكرة الانتداب.

التطور العام للمشرق العربي بعد الحرب العالمية الثانية والاتجاه نحو الاستقلال

قامت في سوريا ولبنان حركات وطنية ضد الانتداب الفرنسي، أهمها الثورة السورية الكبرى بقيادة "سلطان الأطرش"، ونتيجة لاستمرار المقاومة اضطرت فرنسا إلى منح الاستقلال لسوريا ولبنان بشكل تام سنة 1946م، بعد اعترافها به بموجب معاهدة 1936م مع احتفاظها بالقواعد العسكرية في البلدين والإشراف على شؤونهما الخارجية، وفي الأردن عينت بريطانيا الأمير "عبد آلله بن الحسين" على إمارة شرق الأردن طيلة ما بين الحربين، تحت الانتداب البريطاني، لكن الحركة الوطنية الأردنية طالبت بالاستقلال، مما دفع بريطانيا إلى توقيع معاهدة التحالف الأردنية الإنجليزية سنة 1946م، والتي اعترفت باستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، وفي العراق عينت بريطانيا "فيصل بن الحسين" الذي تعهد بضمان مصالحها بالمنطقة، مما أدى إلى قيام حركة معارضة دفعت بريطانيا إلى الاعتراف باستقلال العراق في 1930م مقابل الإبقاء على المصالح الاقتصادية والعسكرية الإنجليزية، ولم تتحرر البلاد بشكل إلا تام بعد قيام ثورة "الضباط الوطنيين" سنة 1958م وإعلان الجمهورية العراقية، وطالب المصريون بعد الحرب العالمية الثانية بجلاء القوات الإنجليزية وتوحيد بلاد النيل (مصر والسودان)، لكن حزب الأمة السوداني طالب باستقلال بلاده، وبقيت منطقة وادي النيل على هذه الوضعية حتى اندلاع ثورة "الضباط الأحرار" سنة 1952م بقيادة "جمال عبد الناصر" وإعلان الجمهورية المصرية، وانسحب الإنجليز سنة 1954م، وأعلنت السودان استقلالها سنة 1955م.

التحولات السياسية بالجزيرة العربية

تمكن "عبد العزيز آل سعود" من الانتصار على "آل الرشيد" الموالين للأتراك، وسيطر "آل سعود" على الحجاز بعد طرد "الشريف حسين الهاشمي"، وأعلنوا قيام المملكة العربية السعودية سنة 1933م، وتمكنوا من إخضاع القبائل للسلطة المركزية، متبعين مبادئ الوهابية ومستفيدين من توفر البترول، وظل شمال اليمن مستقلا عن العثمانيين، واعترفت به الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى بموجب "اتفاقية لوزان" التي عقدت مع تركيا في 1923م، لكن الإنجليز تدخلوا في حدوده، لعدم اعترافه بنفوذهم على محمية جنوب اليمن، والتي ظهرت بها حركة وطنية أرغمت بريطانيا على الاعتراف باستقلالها تحت اسم "الجمهورية اليمنية الشعبية" سنة 1967م، والتي توحدت مع اليمن الشمالي في 22 ماي سنة 1990م، وعملت بريطانيا على تعزيز وجودها العسكري والاقتصادي بالإمارات والمشيخات الخليجية خاصة بعد اكتشاف البترول بها، لكن تصاعد الحركات التحررية دفع بريطانيا إلى الاعتراف باستقلالها قصد الحفاظ على مصالحها، حيث اعترفت باستقلال الكويت سنة 1961م، والإمارات العربية والبحرين وسلطنة عمان سنة 1971م.

خاتمة

تمكنت بلدان المشرق العربي من الحصول على الاستقلال بعد كفاح مرير مع سلطات الانتداب، لكن الوجود الإسرائيلي بفلسطين يفرض على الدول العربية تسخير طاقتهما البشرية والمادية لمواجهة العدوان.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة