مقدمة : بعد وفاة السلطان أحمد المنصور السعدي دخل المغرب في مرحلة جديدة من الضعف، لذلك ظهرت قوة سياسية جديدة تمثلت في العلويين الذين استطاعوا إعادة توحيد البلاد وضمان استمرارها. - فما هي أسباب ضعف الدولة السعدية؟ - وما هي ظروف قيام الدولة العلوية؟- وكيف استطاع المولى إسماعيل توحيد البلاد وتقويتها؟
I.
ساعد ضعف السعديين في ظهور العلويين ابتداء من
ق17م: 1- الوضعية الداخلية للمغرب في بداية
القرن17م:
عاش المغرب انقساما سياسيا بعد وفاة السلطان المنصور
السعدي سنة1603م، وعلى إثر صراع أبنائه على الحكم (المأمون بفاس وزيدان بمراكش)
تمكن الإنجليز والإسبان من إعادة احتلال طنجة والعرائش، كما ظهرت بعض الزوايا
كقوات سياسية (الدلائية والسملالية)، وظهور العلويين كزعامات بالمنطقة الشرقية. تدهور الاقتصاد المغربي بفعل توالي سنوات القحط
والجفاف والأوبئة فتضررت الفلاحة وانخفضت مداخيل التجارة الصحراوية، بسبب انعدام
الأمن في الطرقات. 2-
الدولة العلوية ودورها في إعادة توحيد
المغرب ابتداء من القرن17م: |
بويع المولى الرشيد سنة 1665م كزعيم للدولة العلوية في المغرب، في ظروف يسودها التدهور، - انطلق نحو تازة لتأمين الطريق التجاري الشرقي نحو البحر الأبيض المتوسط، - اتجه نحو فاس سنة 1666م ليسيطر على المنطقة الشمالية، كما استطاع القضاء على الزاوية الدلائية بالأطلس المتوسط منذ سنة 1668م،- دخل مراكش سنة 1669م، ولم يبقى أمامه إلا السملاليين الذين أخدعهم لحكمه منذ سنة 1670م.
Ⅱ السلطان المولى إسماعيل وتوطيد السلطة المركزية: 1- تعددت أسس بناء الدولة العلوية من
قبل المولى إسماعيل:بعد مبايعته سنة 1672م عمل المولى إسماعيل على توطيد سلطته داخليا، حيث
قام بعدة إجراءات: كتأسيس جيش عبيد البخاري، والاهتمام ببناء القصبات (قصبة
بولعوان) لمراقبة تحركات القبائل الثائرة، كما عمل على التقرب من العلماء،
وتشجيع الزوايا الموالين لسياسته. كما وظف كل جهوده لتوحيد البلاد من خلال
القيام بعدة حركات والجدول التالي يوضح ذلك: (نقل ج ص29). 2
ـ واجه السلطان المولى إسماعيل الاحتلال الأجنبي لتحرير الثغور المحتلة: بعد تهدئة الأوضاع الداخلية وإحكام
قبضته على الحكم توجه السلطان المولى إسماعيل نحو تحرير الثغور المحتلة لاستكمال
وحدة البلاد، فتمكن المغاربة بقيادته من تحرير جل ثغور الساحل الأطلنتي
فحرر من يد الاسبان المعمورة سنة 1681م،
والعرائش 1689، وأصيلا 1691، أما مدينة طنجة فقد حررها من يد الإنجليز 1684م،
ومن الناحية الشرقية واجه السلطان الدولة العثمانية التي كانت تتحكم في تجارة
هذا المجال، لذلك عزم السلطان على عقد صلح مع الأثراك احتراما لاتفاقية وادي
تافنا التي وقعها السلطان محمد بن الشريف سنة 1654م لرسم الحدود بين الدولتين
وجعل وادي تافنا حدا بين المغرب والجزائر العثمانية. |
خاتمـة: استطاعت الدولة العلوية عند تأسيسها على تحقيق وحدة وتقوية وحدة البلاد، وذلك على عهد السلطانين المولى الرشيد والمولى إسماعيل.
إرسال تعليق