مقدمـة: تعتبر
الحرب العالمية الثانية التي اندلعت ما بين 1939و1945م حلقة هامة في تاريخ الصراع
بين الأنظمة الديكتاتورية الصاعدة والأنظمة الديمقراطية التقليدية. فما هي أسباب
هذه الحرب؟ - وما هي النتائج المترتبة عنها؟
І – تعددت
أسباب ومراحل اندلاع الحرب العالمية الثانية:
1 ـ
تعددت أسباب الحرب العالمية الثانية:ساهمت
الأحداث التي شهدها عالم ما بعد الحرب العالمية الأولى في توثر العلاقات الدولية، حيث
عملت الدول المنتصرة على معاقبة الدول المنهزمة بشروط مجحفة ما جعلها متدمرة كألمانيا
التي فرضت عليها معاهدة فرساي1919م التي أدت بموجبها غرامة مالية وقلص جيشها، ما دفع
الألمان بعد وصول هتلر للحكم إلى الرغبة
في الثأر وإعادة بعث المجد لألمانيا.
كما ساعدت الأزمة الاقتصادية لسنة 1929م
على إضعاف الأنظمة الديمقراطية وتقوية الأنظمة الديكتاتورية أهمها النظام النازي
الألماني الذي كان تفكيره منصبا حول المجالات الحيوية، كما أن السياسة الخارجية
لبعض الأنظمة الديكتاتورية والديمقراطية وتحالفها في مجموعتين أهمهما مجموعة الحلفاء
(فرنسا، بريطانيا..) ودول المحور (ألمانيا، ايطاليا، اليابان..).ومغادرتها
لعصبة الأمم كان له الأثر البالغ في اندلاع الحرب، حيث اليابان تحتل منشوريا شمال
الصين، وإيطاليا تغزو الحبشة، وهتلر يضم إقليم السار، ويعيد التجنيد الإجباري،
وشكل غزو بولونيا من طرف ألمانيا في1شتنبر1939 الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب
العالمية الثانية.
2 ـ مرت الحرب العالمية
الثانية بمرحلتين أساسيتين:
- المرحلة الأولى: امتدت من 1939 إلى
سنة 1942، وتميزت بانتصارات دول المحور، وقد بدأت بغزو ألمانيا لبولونيا والسيطرة على حوض البحر المتوسط
ومعظم الدول الأوربية والشروع في غزو الاتحاد السوفياتي سنة 1941 كما لجأت اليابان
إلى تدمير أهم قاعدة أمريكية في المحيط الهادي
"بيرل هاربور" 1942م.
- المرحلة الثانية: امتدت من
1942 إلى 1945، وتميزت بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية الحرب
على اليابان، حيث انقلبت موازين القوى لصالح الحلفاء فانهزمت ألمانيا في معركة ستالينغراد
واستسلمت سنة 1945 ثم إيطاليا واليابان بعد تدمير مدينتي ناكازاكي وهيروشيما من
قبل الولايات المتحدة الأمريكية بقنبلتين ذريتين.
ІІ– ترتبت
عن الحرب العالمية الثانية عدة خسائر ونتائج تضررت بموجبها أوربا:
1 ـ الخسائر
البشرية: خلفت الحرب
أعدادا كبيرة من القتلى مدنيين وعسكريين بين الدول المنهزمة وحتى المنتصرة بسبب استعمال
أسلحة متطورة كما دمرت مدن بكاملها، وقد كانت لذلك عواقب ديمغرافية كارتفاع الوفيات
وقلة الولادات، نتج عنه ارتفاع الشيخوخة، وانعكس ذلك على المجتمع والاقتصاد، حيث
شهدت الدول الأوربية نقصا في اليد العاملة.
2- الخسائر
الاقتصادية: دمرت الحرب البنيات الاقتصادية (موانئ، أراضي فلاحية،
مصانع...) والاجتماعية (منازل، مدارس...) وطرق المواصلات فتراجع إنتاج القمح والفحم
والفولاذ مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتراجع الدور الاقتصادي لأوربا في العالم
نظرا للكلفة المادية لإعادة بناء اقتصادها.
3 ـ النتائج
السياسية: أدت الحرب
العالمية الثانية إلى تغيير موازين القوى على الصعيد العالمي، حيث عقد الحلفاء عدة
مؤتمرات فرضوا خلالها مجموعة من المعاهدات على الدول المنهزمة (باستثناء ألمانيا المقسمة)،
من بينها مؤتمر يالطا 1945 الذي وضع خريطة
العالم لما بعد الحرب، فتغيرت حدود أوربا بعد تقسيم ألمانيا وظهور دول جديدة. كما تأسست
هيئة الأمم المتحدة سنة 1945 على أنقاض عصبة الأمم للحفاظ على السلم العالمي ونشر قيم
الديمقراطية وحقوق الإنسان.
خاتمـة: تعد الحرب
العالمية الثانية مرحلة مظلمة في تاريخ العالم الذي لازال يعيش بعض مخلفاتها
اليوم.
الأسئلة
المقترحة الدرس |
1-
أذكر الأسباب
الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي أدت إلى اندلاع ح ع 2؟ 2-
حدد الخسائر
المترتبة عن الحرب ع 2 على المستوى البشري والاقتصادي؟ 3- بين
التحولات السياسية والترابية التي عرفتها أوربا بعد الحرب العالمية الثانية؟ |
مصطلحات
ومفاهيم |
الأنشلوس –
هيأة الأمم المتحدة |
إرسال تعليق