U3F1ZWV6ZTUxNzM0ODM3NDYzNjM4X0ZyZWUzMjYzODgwOTAyODExNQ==

أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م

   تقديم إشكالي: عرف العالم بعد الحرب العالمية الأولى عدة تحولات في شتى المجالات أدت ظهور الأزمة الرأسمالية سنة 1929م.

   فما هي التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي عرفتها أوربا بعد الحرب العالمية الأولى؟  وما طبيعة الأوضاع العامة بأوربا إلى حدود    

   أزمة1929م؟ وما آثارها على أوربا؟

I.             بعد الحرب العالمية الأولى عرفت الخريطة السياسية لأوربا و العلاقات الدولية عدة تحولات:

1- النتائج الاجتماعية والبشريةارتفاع عدد القتلى والمعطوبين وانخفاض معدل الولادات، فانتشرت ظاهرة الشيخوخة، وتراجعت نسبة

السكان النشيطين – ارتفاع نسب الفقر والبطالة.

  2- الخسائر الاقتصادية:  قلة فرص الشغل - تدمير المنشآت الاقتصادية، وطرق المواصلات، إضافة إلى معاناة هذه الدول من نقص في المواد

    الأولية، وتراجع كبير في الإنتاج الفلاحي والصناعي، وبموازاة تراجع الدور الاقتصادي للدول الأوربية برزت و.م.أ واليابان كقوتين رأسماليتين

    جديدتين بفعل تحولهما خلال الحرب إلى أكبر مزود لأوربا بالعتاد والمؤن والقروض.

   3- التحولات السياسية: فرضت دول الوفاق على دول التحالف معاهدات الصلح تضمنت غرامات مالية، واقتطاعات ترابية تغيرت بموجبها 

    الخريطة السياسية كمعاهدة فرساي على ألمانيا(1919)، معاهدة سان جرمان على النمسا (1919)، معاهدة سيفر على الإمبراطورية العثمانية1920م

-   في سنة 1919م تأسست عصبة الأمم لاستتباب السلم والأمن العالمي

II.            تعددت مظاهر تأزم الأوضاع الداخلية بأوربا إلى غاية أزمة 1929م :

- قيام النظام الاشتراكي في روسيا : ظهر بسبب التناقضات الاجتماعية، وتزايد المعارضة السياسية ، وفداحة الخسائر البشرية والمادية للحرب العالمية الأولى ، ليتمكن لينين من الإطاحة بالنظام القيصري سنة 1917م وقيادة روسيا في إطار النظام الاشتراكي، إلا أن قرارته المستعجلة

أدت إلى ظهور معارضة من قبل الملاكين الكبار ما مهد لثورة مضادة قادها الجيش الأبيض الذي تمكن لينين من تصفيته سنة 1922م

بالاعتماد على قوة الجيش الأحمر.

- قيام جمهورية فيمار: تنازل كيوم الثاني على العرش وقيام جمهورية فيمار الديمقراطية 1919، إلا أن عدم قدرتها على إخراج ألمانيا من

مشاكلها الاقتصادية (تراجع الإنتاج) والاجتماعية (البطالة)، بحيث عانت من كثرة الاضطرابات والثورات التي قادها السبارتكيون، والانقلابات النازية ليستغل هتلر هذه الظروف تمهيدا منه للانقضاض على السلطة.

- قيام الفاشية في إيطاليا بزعامة موسليني : ساهمت المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في ظهور عدة صراعات طبقية، لم يقدر الإيطاليون على تكوين حكومة مستقرة، وما رافقها من تضخم تضررت منه الطبقات الوسطى، التي عانت أيضا من ارتفاع الأسعار ما دفعها إلى الانضمام إلى

 الفاشية التي قادها موسليني منذ 1922م.

- الأوضاع الداخلية لفرنسا: رغم الانتصارات والمكاسب التي حققتها فرنسا من الحرب العالمية الأولى إلا أنها واجهت عدة مشاكل اقتصادية

(ارتفاع الأسعار، والتضخم..) ما جعل فئات عريضة من المجتمع الفرنسي تحتج ضد الدولة لما آلت إليه أوضاعهم، كما واجهت الحكومة

صعوبات كبيرة لعدم توافق أحزابها...

   III.            عانت أوربا من مخلفات أزمة 1929م:

-  ابتداء من يوم الخميس 24 أكتوبر 1929 حدث انهيار الأسهم في بورصة وول استريت بنيويورك (طرحت19مليون سهم) فأصبح العرض أكثر  

   من الطلب، و لم تكن هذه الأزمة المالية سوى انعكاس مباشر لتضخم الإنتاج الذي أدى إلى انخفاض الأسعار، والإفلاس، وانتشار البطالة، وتدني       

   الأجور.

- سحبت الولايات المتحدة أموالها من الخارج، في نفس الوقت سادت الحماية الجمركية، فانتشرت الأزمة في باقي البلدان الرأسمالية، والمستعمرات

    في الفترة 1930 – 1932 م، بفعل الارتباط في إطار الرأسمالية.

- خلفت الأزمة الاقتصادية العالمية النتائج التالية :

·               اقتصاديا : تضرر جميع القطاعات الاقتصادية، تضخم المنتوج ، و تدخل الدولة في الاقتصاد .

·               اجتماعيا : ارتفاع البطالة و الفقر ، و كثرة الإضرابات و المظاهرات.

·                سياسيا : تصاعد المعارضة و وصولها إلى الحكم ، و نهج الأنظمة الديكتاتورية السياسة التوسعية .

     خاتمة: ساهم تأزم الأوضاع العامة لأوربا بعد الحرب العالمية الأولى في تدهور الأنظمة الديمقراطية وانتعاش وتطور الأنظمة الديكتاتورية التي توسعت في المجالات الحيوية فأدى ذلك إلى اندلاع الحرب ع 2.




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة