ظهر أول ذكر علمي أكاديمي لمصطلح " طريق الحرير" سنة 1877 في كتابات الجغرافي الألماني "فردينارد فون ريشتهوفن" حيث أطلق على الطرق التجارية الرابطة بين الصين والهند بين 114ق.م و 127م إسم طريق الحرير الذي لفت الأنظار إليه وبات فكرة في حركة الإستعمار الأوروبي في آسيا الوسطى والصغرى
وهكذا ألهمت كتابات الألمان ومنهم المؤرخ والجغرافي "هاو جيرمان" الذي ألف كتابا أسماه "طريق الحرير القديم بين الصين وسوريا" الذي حدد فيه المعنى الأساسي لطريق الحرير الذي شغف الأوربيون به وبدأوا بحركة إستكشافية لمناطق آسيا والشرق بشكل عام ولعل أول من قام برحلة بحثية واستكشافية هو عالم الآثار السير "مارك أوريل ستاين" عام 1900 وظل يجوب السهوب والوديان والصحاري لأكثر من 40 عاما حتى توفي هناك سنة 1943 وكان مستكشفا رائعا لطريق الحرير ومصدرا هاما للمؤرخين
كما صدر كتاب للمؤرخين الأمريكيين " ايرن فرانك" و "ديفيد براونستون" بعنوان "طريق الحرير" الذي صدر في نيويورك عام 1986 وترجم عام 2016 وهو أهم كتاب تأصيلي لحركة الحرير في الشرق
بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي سنة 1991 أخذت الصين تتطلع إلى جمهوريات آسيا الوسطى السوفياتية السابقة (أوزبكستان طاجيكستان تركمنستان كازاخستان قرغيزستان) والإستثمار فيها ضمن مفهوم "التعاون المشترك" ففي ماي 1996 عقد إجتماع بصحراء ايران الممتدة باتجاه آسيا الوسطى ضم ممثلي 40 دولة منهم رؤساء جمهوريات آسيا الوسطى وكان هدف الاجتماع هو إعلان "طريق الحرير الجديد" الهادف لربط المنطقة بشبكة من الطرق التجارية عبر مد سكك الحديد والتي تربط الصين شرقا والبحر المتوسط غربا حيث أكد رئيس الوزراء الصيني "لي بينك" بأن الطريق الجديد هو طريق الحرير في القرن 21
كما طرحت الصين تطرح مشروع "الحزام والطريق" عام 2013 وهو مشروع ضخم ضمن الخطط الخمسية الإقتصادية التي تنتهي عام 2035 بهدف ربط الصين عبر طرق تجارية برية بشبكة من طرق المواصلات والتي تمر بأكثر من 65 دولة وخصص للمشروع تريليون دولار واستقطبت اليه أكثر من 8 تريليون دولار ويركز المشروع على خمس مجالات هي : التنسيق الإئتماني وبناء شبكات الطرق وتعزيز الاستثمار والعلاقات التجارية وأخيرا تحسين التعاون المالي وتكثيف التبادل في الأفكار الاقتصادية والاجتماعية
يمر هذا المشروع عبر جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى ويتكون من فرعين أساسيين هما : الفرع الأول الذي يهدف لربط الصين بأوربا عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والفرع الثاني لربط الصين بأوراسيا حتى البحر المتوسط
ويتكون مشروع الصين "الحزام والطريق" بست ممرات هامة هي :
1- الممر الإقتصادي بين الصين وباكستان
2- الممر الإقتصادي الآخر الذي يربط الصين والهند وبنغلاديش وماينمار
3- الممر الإقتصادي لربط الصين بايران وافغانستان وكازاخستان
4- الممر الاقتصادي الذي يربط الصين ومنغوليا وروسيا
5- الممر الأوراسي الذي يهدف إلى تكثيف الشحن الى أوربا عبر الجسر البري
6- الممر الاقتصادي الذي يربط الصين بآسيا الصغرى
كما قام الرئيس الصيني بزيارة 44 دولة بين عامي 2013 و 2017 موزعة على 19 دولة اسيوية و11 دولة اوربية و8 دول أمريكية و3 دول أقيانوسية
منقول بتصرف
إرسال تعليق