في هذه المقالة سنغوص في تاريخ نشأة فكرة بطولة كاس العالم، هذه البطولة التي تنظم هذه السنة بقطر (دورة 2022) الدولة العربية الوحيدة التي استضافت البطولة منذ نشأتها. إذن هيا بنا لنتعرف بداية قصة كاس العالم الملفتة، كأس جولز ريميه كأس العالم الاولى كيف كان شكلها وأين اختفت؟
هل فعلا اختفت النسخة الاصلية لكاس العالم
أم هذه خرافات تشوش على البطولة
وما قصة الكلب بيكلز؟
وما علاقته بكاس العالم؟
كأس العالم لكرة القدم هي أهم مسابقة لرياضة كرة القدم تقام تحت
إشراف الاتحاد
الدولي لكرة القدم. وتقام بطولة كأس العالم لكرة
القدم كل أربع سنوات منذ عام 1930م، ما عدا بطولتي
عام 1942 و1946 اللتين
ألغيتا بسبب الحرب
العالمية الثانية.
يشارك في النظام الحالي للبطولة 32 منتخبا وطنيا، منذ 1998، مقسمين على
ثماني مجموعات، يتنافسون للظفر بلقب البطولة لشهر كامل
على ملاعب البلد المستضيف. تتأهل هذه المنتخبات إلى البطولة
عن طريق نظام للتصفيات يقام على
مدى ثلاث سنوات.
شهدت النسخ العشرون السابقة من بطولات كأس العالم فوز ثمانية منتخبات مختلفة
باللقب.
كما يسجل للمنتخب
البرازيلي حضوره في كل البطولات، فهو
لم يغب أبداً عن أي بطولة كأس عالم حتى الآن وهو الأكثر تتويجا بالكأس حيث فاز بها
خمس مرات أعوام: 1958، و1962، و1970، و1994 و2002. يليه المنتخب
الإيطالي الذي أحرزها أربع مرات في
أعوام: 1934، و1938، و1982 و2006، مع
المنتخب الألماني الذي
أحرزها اربع مرات أيضاً أعوام: 1954، 1974، و1990، و2014. فاز كل
من المنتخب
الأرجنتيني والمنتخب
الأوروغوياني وفرنسا باللقب
مرتين، بينما فازت منتخبات إنجلترا وإسبانيا بلقب
البطولة مرة واحدة.
استطاع منتخبان فقط إحراز لقب البطولة
مرتين متتاليتين، حيث كان المنتخب
الإيطالي أول منتخب يحرز البطولة
مرتين متتاليتين في نسختي عام 1934 و1938، ثم البرازيل بطل
أعوام: 1958، 1962.
بطولة كأس العالم من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة على مستوى العالم، ففي
نهائي كأس العالم
لكرة القدم 2006، الذي أقيم في ألمانيا، قدر عدد من
تابع المباراة النهائية ب 715 مليون شخص.[1] حامل
اللقب الحالي هو منتخب فرنسا، والذي
فاز بالنسخة
الأخيرة في 2018، والتي أقيمت في روسيا.
أقيمت أول مباراة كرة قدم دولية
في 1872 بين
منتخبي اسكتلندا وإنجلترا وانتهت
بالتعادل السلبي.[2] وكانت أول
بطولة دولية هي البطولة البريطانية التي
جرت في عام 1884.[3] في هذه
المرحلة كان نادرا ما تلعب هذه الرياضة خارج بريطانيا
العظمى وأيرلندا. حينما بدأت
شعبية كرة قدم بالازدياد في مختلف أنحاء العالم مع نهاية القرن، اعتبرت رياضة
استعراضية (بدون منح أو جوائز)
أصبحت كرة القدم منافسة رسمية
في الألعاب
الأولمبية انطلاقا من الأولمبياد
الصيفي لعام 1908.
وكانت المنافسة، التي رتب لها الاتحاد
الدولي لكرة القدم، مفتوحة للاعبين الهواة فقط، وقد
اعتبرت كرة القدم لعبة استعراضية وليست رياضة تنافسية.
ربحت بريطانيا العظمى (الممثلة بمنتخب
إنجلترا لكرة القدم الهاوي) الحدث في عامي 1908 و1912م.
السير توماس ليبتون، مؤسس كأس توماس ليبتون، والتي يشار إليها أحياناً على أنها أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم على
مستوى الأندية.
بعد أن تأسس الاتحاد
الدولي لكرة القدم (الفيفا) عام 1904، كانت
هنالك محاولة من قبل الاتحاد لتنظيم بطولة كرة قدم دولية بين الأمم، خارج الإطار
الأولمبي في سويسرا عام 1906، وقد كانت هذه
البداية الأولى لكرة القدم الدولية. مع استمرار الحدث الأولمبي بمشاركة فرق
الهواة، نظم السير توماس ليبتون بطولة «كأس السير
توماس ليبتون» في تورين عام 1909، مسابقة
للمحترفين.
كانت بطولة ليبتون بين النوادي (وليس المنتخبات الوطنية) من مختلف البلدان، كل
نادٍ منهم يمثل الدولة بكاملها.
ويشار إليها أحياناً على أنها أول
بطولة لكأس العالم لكرة القدم على مستوى الأندية.[7]، حيث احتوت
البطولة على الأندية المحترفة الأعلى من حيث المستوى، المشاركة من إيطاليا وألمانيا وسويسرا، ولكن الاتحاد
الإنجليزي لكرة القدم رفض أن يرتبط بالمنافسة
وتجنب إرسال الأندية المحترفة. دعا ليبتون نادي «غرب أوكلاند»، نادٍ هاوٍ من مقاطعة دورام، لتمثيل
إنجلترا بدلا من ذلك.
ربح غرب أوكلاند البطولة وعاد في
عام 1911 للدفاع عن
لقبه بنجاح، وقد أعطي الكأس إلى الأبد، بموجب قواعد المنافسة.
في عام 1914، وافق الاتحاد
الدولي لكرة القدم على الاعتراف بالبطولة
الأولومبية كـ «بطولة كرة قدم عالمية للهواة»، وتحمل مسؤولية إدارة الحدث. هذا مهد الطريق لأول منافسة كرة قدم
عابرة للقارات في العالم، وذلك في الألعاب
الأولمبية الصيفية 1920، حين تنافس عليها منتخب مصر
لكرة القدم (الذي أقصي من المباراة
الأولى) مع ثلاثة عشر منتخب أوروبي. ربح
الميداليات الذهبية منتخب بلجيكا
لكرة القدم. بعد ذلك فاز منتخب
الأورغواي لكرة القدم ببطولات كرة القدم الأولومبية
في عامي 1924 و1928. في عام 1928 قرر الاتحاد
الدولي لكرة القدم تنظيم بطولته الدولية الخاصة
خارج نطاق الألعاب الأولمبية. مع كون الأوروغواي أبطال كرة القدم الرسميين آنذاك
لمرتين، وللاحتفال
بالذكرى المئوية لاستقلال الأوروغواي في عام 1930، جعل اتحاد كرة
القدم العالمي الأورغواي الدولة المستضيفة للنسخة الأولى
جول ريميه رئيس الفيفا الثالث وصاحب احياء وتنفيذ فكرة كأس العالم.
ترجع فكرة إقامة كأس العالم
لكرة القدم إلى أول اجتماع للاتحاد
الدولي لكرة القدم عام 1904 في باريس، وبحضور سبع
دول هي: سويسرا، بلجيكا، الدانمارك، فرنسا، هولندا، إسبانيا، والسويد. حيث
تبنى للاتحاد الدولي فكرة
إقامة بطولة عالمية لكرة القدم، بعد أن استغرق
القرار وقتا طويلا للاتفاق عليه.[14] بسبب عدة
صعوبات، كانت أبرز هذه الصعوبات هو رفض اللجنة
الأولمبية الدولية لفكرة البطولة خوفاً من
تأثيرها على الدورات
الأولمبية العريقة، وكذلك خوفاً من سيطرة الاتحاد
الدولي على اللعبة الأكثر شعبية في
العالم.
نهضت الفكرة مرة أخرى عام 1921 على يد
المحامي الفرنسي جول ريميه، والذي أصبح
لاحقا رئيساً للاتحاد
الدولي لكرة القدم والذي عمل جاهداً لإطلاق أول
بطولة عالمية لكرة القدم، وبعد مرور
سبعة أعوام على تعيينه في منصب الرئاسة وافق للاتحاد
الدولي لكرة القدم في اجتماع تاريخي عقد
في 25 مايو 1928 على إقرار
بطولة كأس العالم، وتسميتها ببطولة كأس النصر.
تقدمت الأوروغواي بطلب تنظيم البطولة، وتمت الموافقة نظرا لأنها كانت
رائدة المنتخبات في ذلك الوقت وبطلة آخر دورتين
أولمبيتين، وقدمت تسهيلات للمنتخبات
المشاركة، وتكفل للاتحاد
الدولي بدفع مصاريف الفرق وتنقلاتها
الصعبة في ذلك الوقت. قبل عامين من انطلاق منافسات أول كأس عالم، اشترطت التعليمات
وجوب وجود جائزة ثمينة تقدم للمنتخب الفائز بالبطولة العالمية، مما دفعهم إلى
إنشاء كأس النصر (كأس جول ريميه). وانطلقت
البطولة لأول مرة عام 1930 ولا زالت
مستمرة كل 4 سنوات حتى اليوم.
منتخب الأوروغواي هو أول منتخب فاز بلقب كأس العالم.
في عام 1930، أُقيمت أول
بطولة عالمية لكرة القدم تحت مُسمى
(كأس العالم)، وهي كأس العالم
لكرة القدم 1930 والتي استضافتها الأوروغواي في الفترة
من 13 - 30 يوليو. تُعتبر
البطولة الأولى الوحيدة من ضمن جميع بطولاتها التي لم
يكن بها تصفيات مؤهلة.
دُعيت جميع المنتخبات المنتسبة للاتحاد
الدولي لكرة القدم للمشاركة بالبطولة، ككل،
شاركت 13 دولة في البطولة
الأولى، سبع منها من أمريكا
الجنوبية، وأربع من أوروبا، واثنتين
من أمريكا الشمالية.
كأس جولز ريميه كأس العالم الاولى كيف كان شكلها
وأين اختفت؟
صممت كاس العالم الاولى من قبل النحاث أبيل
لافلور على هيأة إله النصر الاغريقي نيكي التي فاز بها منتخب البرازيل 1970م والتي
سرقت من مبنى الاتحاد البرازيلي سنة 1983م إذ لم يعد له أثر إلى يومنا هذا ويقال
أن الكاس تمت إذابته للتخلص من التهمة
ومن منذ هذا الحادث قرر الاتحاد الدولي صنع نسخة
احتياطية لتسليمها للفريق الفائز والاحتفاظ بالنسخة الاصلية بمقر الاتحاد الدولي
هذه السرقة لم تكن الأولى بل أول سرقة لكاس
العالم حدثت في إنجلترا عام 1966م
استضافة كأس العالم 1966 كانت قد شكلت
حدثاً مهماً بالنسبة إلى البلد الذي يَعُدّ نفسه مهد كرة القدم بشكلها الحديث،
أرادت إنكلترا إظهار "عظمتها" من خلال كأس العالم، وهو ما تفعله أغلب
الدول عندما تستضيف محافل رياضية، إذ يدخل الحدث الرياضي في استراتيجيتها
التسويقية لما يسمى الـ"Nation
Brand".
لكن استضافة إنكلترا البلد الذي يريد
الظهور بصورة مثالية، كان فيها كثير من الخيبة، في شباط/فبراير عام 1966، طلب من
الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم عرض الكأس في معرض "ستانلي جيبونز
ستاكبيكس" للطوابع البريدية، ووافق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك،
الإنكليزي ستانلي روس، على الطلب بشرط نقلها من قبل شركة أمن معروفة، وحراستها 24
ساعة.
وتم التأمين على الكأس بمبلغ 30 ألف جنيه
إسترليني مع أن قيمتها الرسمية تبلغ 3 آلاف جنيه إسترليني فقط.
أقيم المعرض في قاعة "وستمنستر"
المركزية وافتتح في 19 مارس 1966، وكانت كأس العالم نقطة جذب رئيسة للجماهير، وقام
ضابطان يرتديان الزي الرسمي بحراسة الكأس على مدار الساعة، وعزّزهما ضابطان
يرتديان ملابس مدنية في أثناء النهار.
وقف الحراس بجانب خزانة العرض عندما كان
المعرض مفتوحاً، لكن الحراسة لم تكن مشددة طوال الوقت وفي أيام الأحد استخدم بهو
القاعة لإقامة الصلوات.
في يوم الأحد 20 مارس 1966، سُرقت الكأس!
لم يرَ الحراس ما حدث، بل أفاد أحدهم بأنه رأى رجلاً غريباً يقف في الخارج بجانب
"كابينة" الهاتف العمومي.
هذه السرقة غيرت مساعي الحكومة البريطانية
لتجميل الصورة، التي حاولت التعتيم على الأمر، لكن هذا الأمر "شبه
مستحيل"، ولأن بطولة كأس العالم بدأت باكتساب شعبية كبيرة، قامت الحكومة
باستبدال الكأس بأخرى مزيفة.
لم تنفع هذه الخطوة، الخبر وصل إلى
الصحافة، وبدأ المواطنون بالبحث عن الكأس بكل الوسائل حتى إن بعضهم لجأ إلى السحر
والعرافين.
وتولت شرطة "سكوتلاند يارد"
التحقيق في القضية، واستجواب الضباط الحراس واثنين من عمال الصيانة للحصول على
معلومات ولكن لم تصل إلى نتيجة.
وبعد أسبوع من الحادث، كان دايفيد كوربيت وكلبه بيكلز يسيران في منطقة
بولا هيل في جنوب شرقي لندن، إذ كان يبحث عن هاتف للاتصال بأخيه لمعرفة ما إذا رزق
بمولوده الجديد.
واتجه بيكلز إلى رزمة ملفوفة بورق جرائد،
تخوّف كوربت من أن تكون قنبلة، وبعد أن فتحها وجد الكأس فيها وتأكد أنها الأصلية
لأن أسماء المنتخبات التي توجت بالكأس منقوشة عليها، فسلمها للشرطة.
ليتحول
بيكلز وصاحبه ديفيد كوربيت إلى بطلين في إنكلترا، ودعيا إلى حفل عشاء مع لاعبي
المنتخب الإنكليزي الفائز بكأس العالم.
إرسال تعليق